انطباعات عن شخصية الامام الحسين

انطباعات عن شخصية الامام الحسين
فروردین 11, 1399
148 بازدید

مكانة الإمام الحسين (عليه السّلام) في آيات الذكر الحكيم لم تتّفق كلمة المسلمين في شيء كاتّفاقهم على فضل أهل البيت (عليهم السّلام) وعلوّ مقامهم العلمي والروحي، وانطوائهم على مجموعة الكمالات التي أراد الله للإنسانيّة أن تتحلّى بها. ويعود هذا الاتّفاق إلى جملة من الاُصول، منها تصريح الذكر الحكيم بالموقع الخاصّ لأهل البيت (عليهم السّلام) من […]

مكانة الإمام الحسين (عليه السّلام) في آيات الذكر الحكيم

لم تتّفق كلمة المسلمين في شيء كاتّفاقهم على فضل أهل البيت (عليهم السّلام) وعلوّ مقامهم العلمي والروحي، وانطوائهم على مجموعة الكمالات التي أراد الله للإنسانيّة أن تتحلّى بها.

ويعود هذا الاتّفاق إلى جملة من الاُصول، منها تصريح الذكر الحكيم بالموقع الخاصّ لأهل البيت (عليهم السّلام) من خلال التنصيص على تطهيرهم من الرجس، وأنّهم القربى الذين تجب مودّتهم كأجر للرسالة التي أتحف الله بها الإنسانيّة جمعاء، وأنّهم الأبرار الذين أخلصوا الطاعة لله، وخافوا عذاب الله، وتجلببوا بخشيته فضمن لهم الجّنة والنّجاة من عذابه.
والإمام الحسين (عليه السّلام) هو من أهل البيت (عليهم السّلام) المطهّرين من الرّجس بلا ريب، بل هو ابن رسول الله (صلّى الله عليه وآله) بنصّ آية المباهلة التي جاءت في حادثة المباهلة مع نصارى نجران.
وقد خلّد القرآن الكريم هذا الحدث بمداليله العميقة في قوله تعالى:﴿ فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ ﴾ 1.
وروى جمهور المحدّثين بطرق مستفيضة أنّها نزلت في أهل البيت (عليهم السّلام)، وهم: رسول الله وعليّ وفاطمة والحسن والحسين (صلوات الله عليهم أجمعين)، كما صرّحوا على أنّ الأبناء هنا هما الحسنان (عليهما السّلام) بلا ريب.
وتضمّنت هذه الحادثة تصريحاً من الرّسول (صلّى الله عليه وآله) بأنّهم خير أهل الأرض وأكرمهم على الله؛ ولهذا فهو يباهل بهم. واعترف أسقف نجران بذلك أيضاً قائلاً: «أرى وجوهاً لو سأل الله بها أحد أن يزيل جبلاً من مكانه لأزاله»2.
وهكذا دلّت القصة كما دلّت الآية على عظيم منزلتهم وسموّ مكانتهم وأفضليّتهم، وأنّهم أحبّ الخلق إلى الله ورسوله، وأنّهم لا يدانيهم في فضلهم أحد من العالمين.
ولم ينصّ القرآن الكريم على عصمة أحد غير النبيّ (صلّى الله عليه وآله) من المسلمين سوى أهل البيت (عليهم السّلام) الذين أراد الله أن يطهّرهم من الرجس تطهيراً3.
ولئن اختلف المسلمون في دخول نساء النبيّ في مفهوم أهل البيت (عليهم السّلام) فإنّهم لم يختلفوا قطّ في دخول عليّ والزهراء والحسنَيْن (عليهم السّلام) في ما تقصده الآية المباركة4.
ومن هنا نستطيع أن نفهم السرّ الكامن في وجوب مودّتهم والالتزام بخطّهم، وترجيح حبّهم على حبّ مَنْ سواهم بنصّ الكتاب العزيز 5.
فإنّ عصمة أهل البيت (عليهم السّلام) أدلّ دليل على أنّ النّجاة في متابعتهم حينما تتشعّب الطّرق وتختلف الأهواء، فمَنْ عصمه الله من الرجس وكان دالاًّ على النّجاة كان متّبعه ناجياً من الغرق.
ونصّ النبيّ (صلّى الله عليه وآله) -كما عن ابن عباس- بأنّ آية المودّة في القربى حينما نزلت وسأله بعض المسلمين عن المقصود من القرابة التي أوجبت على المسلمين طاعتهم بقوله: “إنّهم عليّ وفاطمة وابناهما”6.
ولا يتركنا القرآن الحكيم حتّى يبيّن لنا أسباب هذا التفضيل في سورة « الدهر»، التي نزلت لبيان عظمة الواقع النفسي الذي انطوى عليه أهل البيت (عليهم السّلام)، والإخلاص الذي تقترن به طاعتهم وعباداتهم، بقوله تعالى: ﴿ إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا * إِنَّا نَخَافُ مِنْ رَبِّنَا يَوْمًا عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا * فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَٰلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُورًا * وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا ﴾ 7.
لقد روى جمهور المفسّرين والمحدّثين أنّ هذه السّورة المباركة نزلت في أهل البيت (عليهم السّلام) بعد ما مرض الحسنان، ونذر الإمام صيام ثلاثة أيام شكراً لله إن برئا، فوفوا بنذرهم أيّما وفاء، إنّه وفاءٌ جسَّد أروع أنواع الإيثار حتّى نزل قوله تعالى: ﴿ إِنَّ الْأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُورًا * عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيرًا * يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا ﴾ 8.
فشكر الله سعيهم على هذا الإيثار والوفاء بما أورثهم في الآخرة، وبما حباهم من الإمامة للمسلمين في الدنيا حتّى يرث الأرض ومَنْ عليها.

مكانة الإمام الحسين (عليه السّلام) لدى خاتم المرسلين (صلّى الله عليه وآله)

لقد خصّ الرّسول الأعظم حفيديه الحسن والحسين (عليهما السّلام) بأوصاف تنبئ عن عظم منزلتهما لديه، فهما:

  1. ريحانتاه من الدنيا، وريحانتاه من هذه الأمّة9.
  2. وهما خير أهل الأرض10.
  3. وهما سيّدا شباب أهل الجّنة11.
  4. وهما إمامان قاما أو قعدا12.
  5. وهما من العترة (أهل البيت) التي لا تفترق عن القرآن إلى يوم القيامة، ولن تضلّ اُمّة تمسّكت بهما13.
  6. كما أنّهما من أهل البيت الذين يضمنون لراكبي سفينتهم النّجاة من الغرق14.
  7. وهما ممّن قال عنهم جدّهم: “النجوم أمان لأهل الأرض من الغرق، وأهل بيتي أمان لأهل الأرض من الاختلاف”15.
  8. وقد استفاض الحديث عن مجموعة من أصحاب الرّسول (صلّى الله عليه وآله) أنّهم قد سمعوا مقالته فيما يخصّ الحسنين (عليهما السّلام): “اللهمّ إنّك تعلم أ نّي اُحبُّهما فأحبَّهما وأحبّ مَنْ يحبّهما”16.

مكانة الإمام الحسين (عليه السّلام) لدى معاصريه

1 – قال عمر بن الخطّاب للحسين (عليه السّلام): فإنّما أنبت ما ترى في رؤوسنا الله ثمّ أنتم17.
2 – قال عثمان بن عفان في الحسن والحسين (عليهما السّلام) وعبد الله بن جعفر: فطموا العلم فطماً18، وحازوا الخير والحكمة19.
3 – قال أبو هريرة: دخل الحسين بن عليّ وهو معتمّ، فظننت أنّ النبيّ قد بُعث20.
وكان (عليه السّلام) في جنازة فأعيى، وقعد في الطريق، فجعل أبو هريرة ينفض التراب عن قدميه بطرف ثوبه، فقال له: “يا أبا هريرة، وأنت تفعل هذا؟”. فقال له: دعني، فوالله لو يعلم الناس منك ما أعلم لحملوك على رقابهم21.
4 – أخذ عبد الله بن عباس بركاب الحسن والحسين (عليهما السّلام) فعوتب في ذلك، وقيل له: أنت أسنّ منهما. فقال: إنّ هذين ابنا رسول الله (صلّى الله عليه وآله)، أفليس من سعادتي أن آخذ بركابهما21؟
وقال له معاوية بعد وفاة الحسن (عليه السّلام): يابن عباس، أصبحت سيّد قومك. فقال: أمّا ما أبقى الله أبا عبد الله الحسين فلا22.
5 – قال أنس بن مالك -وكان قد رأى الحسين (عليه السّلام)-: كان أشبههم برسول الله (صلّى الله عليه وآله)23.
6 – قال زيد بن أرقم لابن زياد حين كان يضرب شفتي الحسين (عليه السّلام): اعل بهذا القضيب، فوالله الذي لا إله غيره، لقد رأيت شفتي رسول الله (صلّى الله عليه وآله) على هاتين الشفتين يُقبّلهما. ثمّ بكى.
فقال له ابن زياد: أبكى الله عينك، فوالله لولا أنّك شيخ قد خرفت لضربت عنقك. فخرج وهو يقول: أنتم يا معشر العرب، العبيد بعد اليوم؛ قتلتم الحسين بن فاطمة وأمّرتم ابن مرجانة! فهو يقتل خياركم ويستبقي شراركم24.
7 – قال أبو برزة الأسلمي ليزيد حينما رآه ينكث ثغر الحسين (عليه السّلام): أتنكث بقضيبك في ثغر الحسين؟! أما لقد أخذ قضيبك في ثغره مأخذاً لربما رأيت رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) يرشفه! أما إنّك يا يزيد تجيء يوم القيامة وابن زياد شفيعك، ويجيء هذا ومحمّد شفيعه25.
8 – وحين قال معاوية لعبد الله بن جعفر: أنت سيّد بني هاشم. أجابه قائلاً: سيّد بني هاشم حسن وحسين26.
وكتب إليه: إن هلكت اليوم طُفئ نور الإسلام؛ فإنّك علم المهتدين، ورجاء المؤمنين27.
9 – سأل رجل عبد الله بن عمر عن دم البعوض يكون في الثوب أفيصلى فيه؟ فقال له: ممّن أنت؟ قال: من أهل العراق. فقال ابن عمر: انظروا إلى هذا، يسألني عن دم البعوض وقد قتلوا ابن رسول الله (صلّى الله عليه وآله)، وقد سمعت رسول الله (صلّى الله عليه وآله) يقول: “هما ريحانتاي من الدنيا”28!
10 – قال محمّد بن الحنفيّة: إنّ الحسين أعلمنا علماً، وأثقلنا حلماً، وأقربنا من رسول الله (صلّى الله عليه وآله) رحماً؛ كان إماماً فقيهاً…29.
11 – مرّ الحسين (عليه السّلام) بعمرو بن العاص وهو جالس في ظلّ الكعبة، فقال: هذا أحب أهل الأرض إلى أهل الأرض وإلى أهل السّماء اليوم30.
12 – قال عبد الله بن عمرو بن العاص -وقد مرّ عليه الحسين (عليه السّلام)-: مَنْ أحبّ أن ينظر إلى أحبّ أهل الأرض إلى أهل السّماء فلينظر إلى هذا المجتاز31.
13 – وحين أشار يزيد على أبيه معاوية أن يكتب للحسين (عليه السّلام) جواباً عن كتاب كتبه له؛ على أن يصغّر فيه الحسين (عليه السّلام)، قال معاوية رادّاً عليه: وما عسيت أن أعيب حسيناً؟! ووالله ما أرى للعيب فيه موضعاً32.
14 – قال الوليد بن عتبة بن أبي سفيان (والي المدينة) لمروان بن الحكم لمّا أشار عليه بقتل الحسين (عليه السّلام) إذا لم يبايع: والله يا مروان، ما أُحبّ أنّ لي الدنيا وما فيها وأنّي قتلت الحسين. سبحان الله! أقتل حسيناً إن قال لا اُبايع؟! والله إنّي لأظنّ أنّ مَنْ يقتل الحسين يكون خفيف الميزان يوم القيامة33.
15 – لمّا قبض ابن زياد على قيس بن مسهر الصيداوي -رسول الحسين (عليه السّلام) إلى أهل الكوفة- أمره أن يصعد المنبر ويسبّ الحسين وأباه، فصعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه، ثمّ قال: أيّها الناس، إنّ هذا الحسين بن عليّ، خير خلق الله، وهو ابن فاطمة بنت رسول الله (صلّى الله عليه وآله)، وأنا رسوله إليكم، وقد فارقته بالحاجر من بطن ذي الرّمّة فأجيبوه، واسمعوا له وأطيعوا.
ثمّ لعن عبيد الله بن زياد وأباه، واستغفر لعليّ والحسين (عليهما السّلام)؛ فأمر به ابن زياد فأُلقي من رأس القصر فتقطّع34.
16 – من خطبة ليزيد بن مسعود النهشلي (رحمه الله): وهذا الحسين بن عليّ ابن رسول الله (عليه السّلام)، ذو الشّرف الأصيل، والرأي الأثيل، له فضل لا يُوصف، وعلم لا يُنزف، وهو أولى بهذا الأمر؛ لسابقته وسنّه، وقدمه وقرابته؛ يعطف على الصغير، ويحنو على الكبير، فأكرم به راعي رعيّة، وإمام قومٍ وجبت لله به الحجّة، وبلغت به الموعظة35.
17 – قال عبد الله بن الحرّ الجعفي: ما رأيت أحداً قطّ أحسن ولا أملأ للعين من الحسين36.
18 – قال إبراهيم النخعي: لو كنت فيمَنْ قاتل الحسين ثمّ اُدخلت الجّنة لاستحييت أن أنظر إلى وجه رسول الله (صلّى الله عليه وآله)37.

الإمام الحسين (عليه السّلام) عبر القرون والأجيال

1 – قال الربيع بن خيثم لبعض مَنْ شهد قتل الحسين (عليه السّلام): والله لقد قتلتم صفوة لو أدركهم رسول الله (صلّى الله عليه وآله) لقبّل أفواههم، وأجلسهم في حجره38.
2 – قال ابن سيرين: لم تبكِ السّماء على أحد بعد يحيى بن زكريا إلاّ على الحسين (عليه السّلام)، ولما قُتل اسودّت السّماء، وظهرت الكواكب نهاراً حتّى رُؤيت الجوزاء عند العصر، وسقط التراب الأحمر، ومكثت السّماء سبعة أيام بلياليها كأنّها علقة39.
3 – قال علي جلال الحسيني: السيّد الزكي الإمام أبو عبد الله الحسين (عليه السّلام) ابن بنت رسول الله (صلّى الله عليه وآله) وريحانته، وابن أمير المؤمنين عليّ (كرّم الله وجهه)، وشأن بيت النبوّة له أشرف نسب وأكمل نفس، جمع الفضائل ومكارم الأخلاق ومحاسن الأعمال؛ من علوّ الهمّة، ومنتهى الشجاعة، وأقصى غاية الجود، وأسرار العلم، وفصاحة اللسان، ونصرة الحقّ، والنهي عن المنكر، وجهاد الظلم، والتواضع عن عزّ، والعدل، والصبر، والحلم، والعفاف، والمروءة، والورع وغيرها.
واختصّ بسلامة الفطرة، وجمال الخلقة، ورجاحة العقل، وقوّة الجسم، وأضاف إلى هذه المحامد كثرة العبادة وأفعال الخير، كالصلاة والحج والجهاد في سبيل الله والإحسان. وكان إذا أقام بالمدينة أو غيرها مفيداً بعلمه، مرشداً بعمله، مهذّباً بكريم أخلاقه، ومؤدّباً ببليغ بيانه، سخيّاً بماله، متواضعاً للفقراء، مُعَظّماً عند الخلفاء، موصِلاً للصدقة على الأيتام والمساكين، منتصفاً للمظلومين، مشتغلاً بعبادته، مشى من المدينة على قدميه إلى مكّة حاجّاً خمساً وعشرين مرّة….
كان الحسين في وقته علم المهتدين ونور الأرض، فأخبار حياته فيها هدىً للمسترشدين بأنوار محاسنه المقتفين آثار فضله40.
4 – قال محمّد رضا المصري: هو ابن بنت رسول الله (صلّى الله عليه وآله)، وعلم المهتدين، ورجاء المؤمنين41.
5 – قال عمر رضا كحالة: الحسين بن عليّ، وهو سيّد أهل العراق فقهاً وحالاً، وجوداً وبذلاً42.
6 – قال عبد الله العلايلي: جاء في أخبار الحسين: أنّه كان صورة احتبكت ظلالها من أشكال جدّه العظيم، فأفاض النبيّ (صلّى الله عليه وآله) إشعاعة غامرة من حبّه، وأشياء نفسه؛ ليتمّ له أيضاً من وراء الصّورة معناها فتكون حقيقة من بعد كما كانت من قبل، إنسانيّة ارتقت إلى نبوّة “أنا من حسين”، ونبوّة هبطت إلى إنسانيّة “حسين منّي”، فسلام عليه يوم ولِد43.
7 – قال عبّاس محمود العقّاد: مثل للنّاس في حلّة من النور تخشع لها الأبصار، وباء بالفخر الذي لا فخر مثله في تواريخ بني الإنسان، غير مستثنى منهم عربي ولا عجمي، وقديم وحديث؛ فليس في العالم اُسرة أنجبت من الشهداء مَنْ أنجبتهم اُسرة الحسين عدّة وقدرة وذكرة، وحسبه أنّه وحده في تأريخ هذه الدنيا الشهيد ابن الشهيد أبو الشهداء في مئات السّنين44.
8 – قال عمر أبو النصر: هذه قصّة اُسرة من قريش، حملت لواء التضحية والاستشهاد والبطولة من مشرق الأرض إلى مغربها. قصة ألّف فصولها شباب ما عاشوا كما عاش النّاس، ولا ماتوا كما مات النّاس؛ ذلك أنّ الله شرّف هذه الجماعة من خلقه بأن جعل النبوّة والوحي والإلهام في منازلها، وزاد ندى فلم يشأ لها حظّ الرجل العادي من عبادة، وإنّما أرادها للتشريد والاستشهاد، وأرادها للمثل العليا من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وكتب لها أن تتزعّم لواء التقوى والصّلاح إلى آخر ما يكون من ذرّيتها45.
9 – قال عبد الحفيظ أبو السّعود: عنوان النضال الحرّ، والجهاد المستميت، والاستشهاد في سبيل المبدأ والعقيدة، وعدم الخضوع لجور السّلطان وبغي الحاكمين46.
10 – قال أحمد حسن لطفي: إنّ الموت الذي كان ينشده فيها كان يُمثّل في نظره مثلاً أروع من كلّ مثل الحياة؛ لأنّه الطريق إلى الله الذي منه المبتدأ وإليه المنتهى، ولأنّه السّبيل إلى الانتصار وإلى الخلود، فهو أعظم بطل ينتصر بالموت على الموت47 48.

لمزيد من المعلومات يمكنكم مراجعة الروابط التالية:

  • مراحل حياة الامام الحسين
  • مظاهر من شخصية الإمام الحسين عليه السلام
  • الامام الحسين و صفاته الکریمة
  • السجل الجامع لما يخص الامام الحسين بن علي الشهيد
  • 1. القران الكريم: سورة آل عمران (3)، الآية: 61، الصفحة: 57.
  • 2. نور الأبصار / 100، وراجع تفسير الجلالين، وروح البيان والكشّاف، والبيضاوي والرازي، وصحيح الترمذي 2 / 166، وسنن البيهقي 7 / 63، وصحيح مسلم / كتاب فضائل الصحابة، ومسند أحمد 1 / 85، ومصابيح السّنة 2 / 201.
  • 3. كما نصّت على ذلك الآية 33 من سورة الأحزاب.
  • 4. راجع التفسير الكبير – للفخر الرازي، وتفسير النيسابوري، وصحيح مسلم 2 / 33، وخصائص النسائي / 4، ومسند أحمد 4 / 107، وسنن البيهقي 2 / 150، ومشكل الآثار 1 / 334، ومستدرك الحاكم 2 / 416، واُسد الغابة 5 / 521.
  • 5. قال تعالى في سورة الشورى الآية 23 مخاطباً رسوله الكريم: ﴿ … قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَىٰ … ﴾ . وقال في سورة سبأ: ﴿ … مَا سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ فَهُوَ لَكُمْ … ﴾ .
  • 6. راجع التفسير الكبير، وتفسير الطبري، والدرّ المنثور في تفسير آية المودّة.
  • 7. القران الكريم: سورة الانسان (76)، الآيات: 9 – 12، الصفحة: 579.
  • 8. القران الكريم: سورة الانسان (76)، الآيات: 5 – 7، الصفحة: 578.
  • 9. صحيح البخاري 2 / 188، وسنن الترمذي / 539.
  • 10. عيون أخبار الرضا 2 / 62.
  • 11. سنن ابن ماجة 1 / 56، والترمذي / 539.
  • 12. المناقب – لابن شهر آشوب 3 / 163، نقلاً عن مسند أحمد وجامع الترمذي وسنن ابن ماجة وغيرهم.
  • 13. جامع الترمذي / 541، ومستدرك الحاكم 3 / 109.
  • 14. حلية الأولياء 4 / 306.
  • 15. مستدرك الحاكم 3 / 149.
  • 16. خصائص النسائي / 26.
  • 17. الإصابة 1 / 333، وقال: سنده صحيح.
  • 18. فطموا العلم فطماً: أي قطعوه عن غيرهم قطعاً، وجمعوه لأنفسهم جمعاً.
  • 19. الخصال / 136.
  • 20. بحار الأنوار 10 / 82.
  • 21. a. b. تاريخ ابن عساكر 4 / 322.
  • 22. حياة الإمام الحسين – للقرشي 2 / 500.
  • 23. أعيان الشيعة 1 / 563.
  • 24. اُسد الغابة 2 / 21.
  • 25. الحسن والحسين سبطا رسول الله / 198.
  • 26. الحسن بن عليّ – لكامل سليمان / 173.
  • 27. البداية والنهاية 8 / 167.
  • 28. تاريخ ابن عساكر 4 / 314.
  • 29. بحار الأنوار 10 / 140.
  • 30. تأريخ ابن عسساكر 4 / 322.
  • 31. بحار الأنوار 10 / 83.
  • 32. أعيان الشيعة 1 / 583.
  • 33. البداية والنهاية 8 / 147.
  • 34. المصدر السابق 18 / 168.
  • 35. أعيان الشيعة 1 / 590.
  • 36. أعيان الشيعة 4 / ق 1 / 118.
  • 37. الإصابة 1 / 335.
  • 38. بحار الأنوار 10 / 79.
  • 39. تأريخ ابن عساكر 4 / 339.
  • 40. راجع كتابه « الحسين » (عليه السّلام) 1 / 6. وراجع أيضاً مجمع الزوائد 9/201، وبحار الأنوار 44 / 193.
  • 41. الحسن والحسين سبطا رسول الله (صلّى الله عليه وآله) / 75.
  • 42. أعلام النساء 1 / 28.
  • 43. تاريخ الحسين (عليه السّلام) / 226.
  • 44. أبو الشهداء الحسين بن عليّ (عليهما السّلام) / 150، طبعة النجف، مطبعة الغري الحديثة.
  • 45. آل محمّد في كربلاء / 30.
  • 46. سبطا رسول الله الحسن والحسين / 188.
  • 47. الشهيد الخالد الحسين بن عليّ / 47.
  • 48. من کتاب الإمام الحسين (عليه السّلام) سيد الشهداء،تاليف لجنة من الكُتاب بإشراف سماحة السيد منذر الحكيم.