دور مراسم الاربعین فی تطویر التلاحم والرشد المعنوی داخل الاسره والمجتمع الایمانی وتفعیل مقدمات الظهور المهدوی المرتقب

دور مراسم الاربعین فی تطویر التلاحم  والرشد المعنوی داخل الاسره  والمجتمع الایمانی وتفعیل مقدمات الظهور المهدوی المرتقب
مهر 7, 1402
238 بازدید

نأمل من الله سبحانه وتعالى ان يحقق اخذ هذا الثأر بظهور الإمام المهدي عجل الله فرجه الشريف… لو رجعنا إلى النص القرآني الذي طرح هذا الوعد الإلهي «وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا ۚ يَعْبُدُونَنِي […]

نأمل من الله سبحانه وتعالى ان يحقق اخذ هذا الثأر بظهور الإمام المهدي عجل الله فرجه الشريف…

لو رجعنا إلى النص القرآني الذي طرح هذا الوعد الإلهي «وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا ۚ يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا» هذا النص القرآني من سورة النور المباركة الاية 55 یأتي بعد نصوص عديدة تكلم فیها عن الانحراف الذي يصاب به المجتمع. هذا الانحراف الذی يتمثل بظاهرة الزنا والسلوك المنحرف.

ثم يتولى القرآن الكريم بيان الاسباب التي ادت الى هذا الإضطراب، هذا الشذوذ، هذا الإنحراف الذي ينشأ في تهديم فكر الحياة في الزواج الشرعي الذي هو اللبنة الاساسية في كل مجتمع. فالمجتمع الذي تكون فيه الاسرة السليمة الاسرة النموذجية هذا المجتمع سوف يتجلى فيه وعد الله سبحانه وتعالى حيث قال « وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ» لابد الإمام المهدي(….) هذه الخلافة إنما تتحقق الاركان اللازمة لهذه الدولة دولة الإسلام دولة الله في الأرض هذه الدولة حينما يقول القرآن الكريم.

إذا اكملنا المسيرة الفكرية التي جعلها الله في هذه الحياة من خلال التكامل الشرعي الملازم مع التكامل الفكري و یتحقق لتكوين الأسرة التي تضمن للإنسان السلامة النفسية والجسمية والمادية هذه الأسرة سوف تكون لبنة وخطوة في تحقيق المجتمع المنشود ولهذا قال الله سبحانه وتعالى في تكميل شروط الأسرة قال الله بعد آيات الزواج « وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ ۚ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ ۗ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ »[1] بعد هذه الايات قال الله نور السموات والأرض يعني الله سبحانه وتعالى سيتجلى في هذه الأسرة طبعا الأسرة التي تبتعد عن الله سبحانه وتعالى سوف تقع في مطبات الشيطان وتكون تحت مسار الشذوذ الجنسي بحيث يستطيع الشيطان ان يغير القيم «فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الْأَنْعَامِ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّه»[2] كما وعد الشيطان إنما يريد ان ينحرف الإنسان عن مسيرته الفطرية.

واليوم نشاهد ذلك واصبح الشذوذ الجنسي ظاهرة عامة وربما يشعر البعض من هذه المدارس الفكرية المادية انها عاجزة عن معالجة هذا الانحراف الإجتماعي. بينما القرآن قادر على معالجة هذه المشكلة من خلال ان يشع نور الله في الأرض يشع هذا النور في هذه الاسرة «فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ»[3]

هذه الأسرة تجلت في اهل البيت، في الحسين والحسن وعلي امير المؤمنين وفاطمة الزهراء عليهم السلام تجلت في رسول الله محمد صلى الله عليه واله. هذه الأسرة النموذجية حينما تتكاثر ستكون كل الولاءات في المجتمع بإتجاه الولاء لهذه الأسرة لآل البيت الطاهرين والحسين هنا هو الرمز هو القادر على ايجاد هذا التحول النموذجي المطلوب ومن هنا تكون المسيرة الاربعينية خطوة كبيرة جدا في تحقيق هذا التحول المطلوب بين النظرة والولاء لله وآل الله وبالتالي تصعد هذه الاسرة في هذا المجتمع وترتقي لتكون قاعدة..

القاعدة المطلوبة على تحقيق الحقيقة الإلهية لهذا نجد في هذا الترابط بين آيات القرآن الكريم ترابطا وثيقا قلما نلتفت إليه اينما فسروا هذه الآيات لم يروا الإنحراف الاخلاقي والجنسي لأسبابه وعوامله ثم معالجته من خلال الامر والزواج بالتالي تكبيل هذا الحل الفطري بان يربط الإنسان بالله سبحانه وتعالى وتتجلى الانوار الإلهية بحياته وسلوكاته بحيث تظهر آثار هذا التجلي وتكون اللبنة الحقيقة القادرة على تحقيق وعد الله ولم يكن  وعد الله وعدا فقط وإنما سلوك إلهي وهذه السُنة هي التي ترسم لنا المشهد السياسي في العراق الامة الاسلامية في عراق الدولة العالمية للإمام المهدي عليه السلام. «يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ»[4] صدق الله العلي العظيم

[1] . سوره نور؛ آیه 32

[2] . سوره نسا؛ آیه 119

[3] سوره نور؛ آیات 36 تا 38

[4] . سوره توبه؛ آیه 32

برچسب‌ها:, , ,